الآيات و جعل مثله ﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ﴾ [الأعراف:176] فيكشف اللّٰه لصاحب هذا الذكر علم هذا عناية منه به فإن في ذلك مكرا إليها من حيث لا يشعر و لا سيما و النفس مجبولة على حب الشفوف على أبناء الجنس و إظهار قدرها عند اللّٰه و لهذا أكابر الأولياء أخفياء أبرياء لا ترى عليهم من أثر المكانة و التقريب ما تحتد من أجله أبصار الخلق إليهم بل لا فرق بينهم و بين العامة و الذين ملكتهم الأحوال لهم خرق العوائد و الظهور و لكن لا يفي ذلك بما فيه من المكر و الاستدراج فإنه في غير موطنه ظهر ممن لا يجب عليه الظهور به و هو الولي و أصعب ما في الأمر أن يذوق في ذلك طعم نفسه فإن صاحبه لا يفلح أبدا و لو صرف الكون و العالم على حكمه فإذا سألتم اللّٰه فاسألوه التوفيق و العافية و العناية في تحصيل السعادة ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] فإن العلم يأبى إلا السعادة فإن اللّٰه ما أمر نبيه بطلب الزيادة منه إلا و قد علم إن عين حصول العلم المطلوب هو عين السعادة ما فيه مكر و لا استدراج أصلا و ما هو إلا العلم بالله خاصة لا العلم بالحساب و الهندسة و النجوم و لو علم ذلك لكان علم دلالة على علم بالله فلم يعطه اللّٰه ذلك للوقوف عنده فهذا ذكر عظيم الفائدة ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية