﴿لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ﴾ [الروم:4] و الملك ما بينهما و هكذا كان أمر الوجود فالأولية للحق ثم أوجد الملك ثم أوجد الإنسان و أعطاه الخلافة و لم يعطها الملك لأن الوسط له و كل وسط فهو محاط به فافهم فصورة فضل الملك على الإنسان بما أتاه به من عند اللّٰه و ليس ذلك بدليل قاطع على الفضيلية في العقل و في اللسان كما إن خلق ﴿اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ﴾ [غافر:57] لأن الناس في رتبة الانفعال عن حركة الأفلاك و قبول التكوين الذي في العناصر فما ثم إلا وجوه خاصة و ما ثم وجه محيط فمن وجه يفضل و من وجه يكون مفضولا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية