[الفقراء إلى اللّٰه]
و اعلم أن الملك العزيز في قومه ما جاء إليك و لا نزل عليك إلا و قد ترك جبروته خلف ظهره أو كان جبروتك عنده أعظم من جبروته فعلى كل حال قد نزل إليك فأنزله أنت منزلته من نفسه التي يسر بها تكن حكيما و ما عاتب اللّٰه نبيه في الأعمى و الأعبد إلا بحضور الطائفتين فبالمجموع وقع العتب و به أقول لا مع الانفراد فتعظيم الملوك و الرؤساء من تعظيم ربك و تعظيم الفقراء جبر لا غير لانكسارهم في فقرهم فإن كان الفقراء من فقراء الطريق فليس ذلك بجبر عنده فإنه لا يزول عنه فقره و انكساره بتعظيمك و قبولك و إقبالك فإن المشهود له إنما هو ربه و إنما الجبر إنما هو للفقراء من اللّٰه فالذاكر بهذا الذكر لا يزال معظما صفة الحق ظهرت على أي محل ظهرت و إن عوتب اقتصر على الشخص دون غيره فتنبه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الموفي خمسين و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
﴿فَلَمّٰا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾ [الأعراف:143]
الآية»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية