﴿فَلاٰ وَ رَبِّكَ لاٰ يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاٰ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء:65] فلذلك صحبوه و ما صحبهم و الورثة أهل الإلقاء الإلهي يصحبون و لا يصحبون فإنهم مع ما يلقي اللّٰه إليهم كتقرير حكم المجتهد يحرم عليه العدول عنه فلا يصحب مؤمن مؤمنا أبدا لأنه لا يمكن له الوفاء معه على الإطلاق بحق الصحبة فإن المؤمن تحت حكم شرعه «قال رسول اللّٰه ﷺ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها» فالمحكوم عليه لا يمكن أن يكون صاحبا لأحد كالعبد لا يتمكن له أن يصحب غير سيده لأنه ما هو بحكم نفسه فيمشي على أغراض صاحبه بل هو بحكم سيده فالصحبة لا تصح إلا من الطرف الواحد و هو الأدنى و قد نبهناك فاعلم وقف عند حدك حتى تعلم أنك صاحب أو مصحوب فاعمل بحسب ذلك و الكامل من لا يزال صاحبا أبدا
(الباب الثاني و السبعون و مائة في معرفة مقام التوحيد)
دمية في القلب قد نصبت *** ما لها روح و لا جسد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية