و فيه علم نفوذ الكلمة هل هو لذاتها أم لا و إنها من الكلم و هو الجرح و هو أثر من الجارح في المجروح و كذلك كل كلمة لها أثر في السامع أدناه سماعه صورة ما نطق به و تكلم إلى ما فوق ذلك مما يحمله ذلك الكلام من المعاني و فيه علم أصل البغي في العالم و هل هو مشتق من بغي يبغي إذا طلب فيكون البغي لما ذمه اللّٰه طلبا مقيدا إذ كان الطلب منه ما هو مذموم و منه ما هو محمود و ما دواء ذلك البغي و فيه علم الطي و النشر لحكم الوقت و فيه علم الدلالات و الآيات هل ذلك أي كونها دلالات و آيات لأنفسها أو هي بالوضع و فيه علم حدوث المشيئة لما ذا يرجع و الحق لا تقوم به الحوادث و فيه علم النوازل هل تنزل ابتداء أو تنزل جزاء و فيه علم السكون و الحركة و علم المواطن التي ينبغي أن يظهر فيها حكم السكون و حكم الحركة و فيه علم ما يعطي اللّٰه عباده في الدنيا من علوم و مراتب و غير ذلك هل هو من الدنيا أو هو من الآخرة و فيه علم الاستجابة لأوامر اللّٰه إذا قامت صورتها ظاهرة هل تنفع بصورتها و أين تنفع أو هل لا تنفع إلا حتى ينفخ في تلك الصورة روح تحيا به و هو صورة الباطن و يتعلق بهذا العلم علم الصور مطلقا هل لها ظاهر و باطن أو منها ما هي ظاهرة لا باطن لها و فيه علم ما الباعث للحيوان كله على طلب الانتصار لنفسه هل هو دفع للاذى أو هو جزاء أو طلب انتقام أو بعضه لهذا و بعضه لهذا و فيه علم التحسين و التقبيح هل ذلك راجع لذات الحسن و القبح أو لأمر عارض و فيه علم ما يحب و يكره من النعوت و فيه علم ما يرفع الحرج ممن ظهر منه ما يكرهه الطبع و فيه علم الأسباب التي تمنع ما يطلب الطبع ظهوره و فيه علم ما لا يدرك إلا بالنظر الدقيق الخفي و فيه علم الإقامة و الانتقال في الأحوال هل الأحوال تنتقل و العبد ثابت أو العبد منتقل في الأحوال و الأحوال ثابتة و هو من العلوم الغريبة الموقوفة على الكشف و فيه علم ما ينكر من الحق مما لا ينكر و علم ما يقره الحق من الباطل مما لا يقره و ما الباطل الذي يقبل الزوال من الباطل الذي لا يقبله و فيه علم الإنتاج و غير الإنتاج مع وجود المقدمات و متى تنتج المقدمات و فيه علم حجاب ظاهر النشأة و ما مسمى البشر منها و هل لباطنها مباشرة كما لظاهرها أم لا و فيه علم ما الحجاب الذي بين اللّٰه و بين عبده و فيه علم الكلام المحدث و القديم لما ذا يرجع هل يختلف أو حكم ذلك واحد و فيه علم الأنوار و مراتبها و سبحات الوجه و لما ذا تعددت و الوجه واحد و السبحات كثيرة و فيه علم التمييز بين السبل الإلهية و فيه علم المبدأ و المعاد ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثالث و الأربعون و ثلاثمائة في معرفة منزل سرين في تفصيل الوحي من حضرة حمد الملك كله»
لقد فصل اللّٰه آياته *** لكل لبيب بعيد المدى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية