[عصمة الرسول في التبليغ و في غيره]
و لا تشترط أيضا في حقه العصمة إلا فيما يبلغه عن اللّٰه خاصة و يلزمه تبيين ما جاء به حتى يفهم عنه لإقامة الحجة على المبلغ إليه فإن عصم من غير هذا فمن مقام آخر و هو أن يخاطب العباد المرسل إليهم بالتأسي به فيكون التأسي به أصلا فإن انفرد بأمر لزمه أن يبينه لا بد من ذلك كما قال في نكاح الهبة ﴿خٰالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب:50] و من شرط صاحب هذا المقام طهارة القلب من الفكر فله الراحة فإنه لا يشرع إلا ما يوحى به إليه
[مشورة النبي لأصحابه هي من مقام خلافته لا من مقام نبوته]
و أما مشورته لأصحابه ففي غير ما شرع له و ليس للرسول من حيث رسالته المشاورة فإذا انضاف إلى رسالته أن تكون جامعة فلمقام الخلافة المشورة و لما كان رسول اللّٰه ﷺ من الخلفاء قيل له ﴿وَ شٰاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران:159] فينبغي لك أن تعرف الفرق بين الخلافة و الرسالة
(الباب الستون و مائة في معرفة الرسالة الملكية)
تنزلت الأملاك ليلا على قلبي *** و دارت عليه مثل دائرة القلب
حذارا من إلقاء اللعين إذا يرى *** نزول علوم الغيب عينا على قلب
و ذلك حفظ اللّٰه في مثل طورنا *** و عصمته في المرسلين بلا ريب
فنحن و إياهم مصانون بالحمى *** تخاطبنا الأسماء من حضرة القرب
و يفترق الصنفان عند رجوعهم *** من المشهد الأعلى إلى عالم الترب
فيظهر هذا بالرسالة واضعا *** حدودا و أحكاما عن الروح و الرب
و ذلك مأمور بستر مقامه *** و إن كان قد داناه في الذوق و الشرب
فسبحان من أعطى الوجود بجوده *** و قسمه قسمين للكشف و الحجب
فأشهد ذا فضلا و سبق عناية *** و أوقف ذا خلف الحجاب بلا ذنب
فقف و تأدب و اتعظ ثم و لا تقل *** حجبت بلا ذنب و هذا من الذنب
ألا إنما العقبي لمن بات سره *** يرى البعد و التقريب في الذنب و العتب
[سفراء الحق إلى الخلق بتنفيذ الأحكام في عالم الأركان]
قال تعالى ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية