و كل من جدد عهدا مع اللّٰه فهو من المخلصين ما هو ممن له الدين الخالص فصاحب الدين الخالص مهما تجدد له من اللّٰه حكم بشرع لم يكن يعرفه قبل ذلك و قد كلفه الحق به في كتابه أو على لسان رسوله فإن هذا العبد يتلقاه بالدين الخالص و العهد الأول و لا يضره جهله بالمسألة المعينة الخالصة هذا لا يقدح في صاحب هذا المقام كأبي بكر الصديق الذي ما رأى شيئا إلا رأى اللّٰه قبله بالدين الخالص و العهد الإلهي الذي كان عليه و في شهوده و لهذا لما واجهه رسول اللّٰه ﷺ بالإيمان برسالته بادر و ما تلكأ و لا طلب دليلا على ذلك منه بل صدقه بذلك العهد الخالص فإنه رأى رسالته هناك كما رأى رسول اللّٰه ﷺ نبوته قبل وجود آدم كما «روى عنه كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين» أي لم يكن موجودا و إنما عرف بذلك لقوله ﴿وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ﴾ [الأحزاب:7] و كان هذا الميثاق قبل وجود جسد آدم فلما وجد آدم و قبض الحق على ظهره و استخرج منه كأمثال الذر يعني بنيه ﴿أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأعراف:172] كما جاء في القرآن فشهدوا فهذا هو الميثاق الثاني و الميثاق الأول هو ما أخذه على الأنبياء فلما ولدوا ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ﴾ [الأحزاب:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية