﴿وَ لَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا﴾ [ النجم:29] فبالمجموع أمر الحق تعالى نبيه ﷺ إذا وقع بالإعراض عنه فينتج للعارف هذا الذكر خلاف المفهوم منه في العموم فإن اللّٰه له القرب المفرط من العبد سبحانه و تعالى كما قال ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] و الحياة الدنيا ليس إلا نعيم العبد بربه على غاية القرب الذي يليق بجلاله و لم يكن مراد المذكر بالذكر إلا أن يدعو الغافل عن اللّٰه فإذا جاء الذاكر و دعا بالذكر فسمعه هذا المدعو و كان معتنى به فشاهد المذكور عند الذكر في حياته الدنيا أمر اللّٰه هذا المذكر أن يعرض عن هذا المذكور لئلا يشغله بالذكر عن شهود مذكوره و النعيم به فقال الحق يخاطبه ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّٰى عَنْ ذِكْرِنٰا﴾ [ النجم:29] لأن الذكر لا يكون إلا مع الغيبة ﴿وَ لَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا﴾ [ النجم:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية