فكل من تلا و سكن لما تلا بصدق بصورة ظاهر و حكمة باطن فذلك تال و صاحب سكينة فإن هو تلا و سكن ظاهرا و لم يسكن باطنا و السكون الباطن فهم المعنى الساري في الوجود من تلك الآية المتلوة لا يقتصر بها على ما تدل عليه في الظاهر خاصة فمن تلا هكذا فليس بصاحب سكينة أصلا و لا هو وارث محمدي و إن كان من أمة محمد ﷺ فإن تلا و سكن باطنا و لم يسكن ظاهرا و تعدى الظاهر المشروع فذلك ليس بوارث و لا محمدي و لا بمؤمن و هو أبعد الناس من اللّٰه فإن الروح القدسي أول من يرميه و يرمى به و النبي محمد ﷺ يقول لربه فيه يوم القيامة سحقا سحقا و اللّٰه عند ذلك لا يسعده و لا يساعده و أعظم حسرة تقوم به إذا عاين يوم القيامة من سكن إليه إذا تلاه ظاهرا و باطنا فيرى ما سكن إليه باطنا قد سعد به هذا الآخر و شقي هو به و ما شقي إلا بعدم سكون الظاهر فيفوته خير كثير حين فاته الايمان به فإنه أتى البيت من ظهره لم يأته من بابه جعلنا اللّٰه و إياكم ممن تلا فسكن و في التلوين في تلاوته بحسب الآيات ثبت و تمكن أنه الملي بذلك و القادر عليه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و الثلاثون و أربعمائة في معرفة منازلة قاب قوسين: الثاني الحاصل بالوراثة النبوية للخواص منا»
قاب قوسين لنا من قبلنا *** قاب قوسين لمن أسرى به :
***
غير أني وارث مستخدم *** و لذا نلناه منه فانتبه
فحلال و حرام بين *** ما هنا بينهما من مشتبه
إنما الشبهة من قال أنا *** عين من أسرى به ما أنا به
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية