و من علم الأمر على هذا حقيق عليه أن يولي فرارا و يملأ رعبا هل رأيتم عاقلا يقف على جرف مهواة إلا و يفر خوفا من السقوط فانظر فيما تحت هذا النعت الذي وصف اللّٰه به نبيه لو اطلع على الفتية مع علو رتبتهم و شأنهم فعلوه أعلى و رتبته أسنى فعرفنا بذلك ينهنا على علو رتبة نبينا محمد ﷺ فأعيان الفتية كانت المشهودة لنا و لم نول و لا ملئنا رعبا و أعيان الفتية لو اطلع عليهم نبينا لولى فرارا منهم و لملئ رعبا فانظر إلى ما ذا ترجع صور العالم هل لأنفسهم أو لرؤية الناظر و تدبر ما قلناه كما تعلم قطعا إن حبال السحرة و عصيهم في عينها حبال و عصى و في نظرنا حيات فهي عين الحيات و هي عين العصي و الحبال فانظر ما ترى
[إن اللّٰه ينكر بالرؤية و لا ينكر بالعلم]
و اعلم ما تنظر و كن بحيث تعلم لا بحيث ترى فإن اللّٰه ينكر بالرؤية و لا ينكر بالعلم فإذا لم ينكر بالرؤية فبشاهد العلم لم ينكر ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التسعون و ثلاثمائة في معرفة منازلة زمان الشيء
وجوده إلا أنا فلا زمان لي و إلا أنت فلا زمان لك فأنت زماني و أنا زمانك»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية