و أمر اللّٰه نبيه ﷺ بالاقتداء بهداهم و قال لنا ﴿لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21]
[القناعة لغة هي المسألة و القانع هو السائل]
و القناعة عندنا على بابها في اللسان و هي المسألة و القانع السائل و السؤال من اللّٰه لا من غيره يقال قنع يقنع قنوعا إذا سأل و هو الذي رفع سؤاله إلى اللّٰه و هو قوله في الظالمين يوم القيامة ﴿مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ﴾ أي رافعين إلى اللّٰه يسألونه المغفرة عن جرائمهم و يجتمع الحدان في أمر و هو أن السائلين اللّٰه قنعوا به في سؤالهم و التجائهم إليه فلم يسألوا غيره تعالى فهذا معنى قول الأكابر الاكتفاء بالموجود و هو اللّٰه بالسؤال عن طلب المزيد و هو أن يتعدى بالسؤال إلى غيره
[من سأل غير اللّٰه فليس بقانع]
و الخلق عيال اللّٰه أي الفقراء إلى اللّٰه فمن سأل غير اللّٰه فليس بقانع و يخاف عليه من الحرمان و الخسران فإن السائل موصوف بالركون لمن سأله و اللّٰه يقول ﴿وَ لاٰ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّٰارُ وَ مٰا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مِنْ أَوْلِيٰاءَ ثُمَّ لاٰ تُنْصَرُونَ﴾ [هود:113]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية