فقال كأنه الآن في أذني فما ذلك هو الكلام الذي سمع و إنما ذلك الباقي مما أخذ الفهم من صورة الكلام فثبت في النفس و القليل من أهل اللّٰه من يفرق بين الصورتين و لما كانت الخواطر من الخطاب الإلهي لذلك دعا من دعا من أهل اللّٰه الخلق ﴿إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف:108] فإن الدعاء على بصيرة لا يكون إلا بالتعريف الإلهي و التعريف الإلهي لا يكون إلا كلاما لا غير ذلك ليرتفع الإشكال و لو كان التكوين عن غير كلمة كن لم يكن له ذلك الإسراع في قوله فيكون بفاء التعقيب و هي جواب الأمر لأن الذي يكون كان على بصيرة لأنه خطاب فلو كان غير خطاب لم يكن له هذا الحكم و لكن أين النفوس المراقبة العالمة المحسة التي تعرف الأمر على ما هو عليه و غاية الناظر في هذا الأمر أن يجعل ما هو خطاب حق في النفس إن ذلك المعبر عنه بالعلم الضروري خلقه اللّٰه في محل هذا الشخص لا غير و صاحب الكشف الصحيح يدري أن اللّٰه ما خلق له العلم الضروري بالأمر إلا بعد إسماعه إياه كلامه فيعلم عند ذلك ما أراد الحق بذلك الخطاب فذلك العلم هو العلم الضروري و لكن ما يشعر به إلا أهل الشعور من أصحاب الأسرار الإلهية من أهل اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية