﴿إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً﴾ [الأحزاب:72] لنفسه و هو قوله ﴿وَ مَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذٰاباً كَبِيراً﴾ [الفرقان:19] فإذا ظلم نفسه بقبول النيابة المعروضة عليه أذاقه اللّٰه ما قال اللّٰه لأبي يزيد أخرج إلى عبادي بصورتي يعني خليفة فمن رآك رآني فلما خطا عنه خطوة غشى عليه فقال الحق ردوا على حبيبي فلا صبر له عني فالنيابة مع الأمر يكون فيها الحرج و ضيق الصدر فكيف بالعرض فمن زهد في الخلافة المعروضة فمن هذا الذكر زهد و تركها و لم يقبلها و أشفق منها و من قبلها من أصحاب هذا الذكر فبتأويل دخل لهم في أول الدخول في هذا الذكر و هو لفظة العذاب فإنه من العذوبة و هي التلذذ بالأمر و هو قول أبي يزيد في بعض أحواله
و كل مآربي قد نلت منها *** سوى ملذوذ وجدي بالعذاب
و لم يقل بالآلام و إنما قال بالعذاب لما فيه من العذوبة و هي اللذة باللذة أي أنه يلتذ باللذة لا أنه يلتذ بالأشياء و هذا مثل ما يقوله أهل النظر في العلم إن بالعلم يعلم العلم و بالرؤية ترى الرؤية في مذهب المتكلمين و كذلك تدرك اللذة باللذة فاعلم ذلك فإنه باب غريب في الذكر ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية