﴿فَانْصُرْنٰا﴾ [البقرة:286] هذا منا عن أمر مشروع و الجواب منه في الصحيح قد فعلت قد فعلت و الأمر منه ﴿أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ(وَ)آتُوا الزَّكٰاةَ(وَ)أَقْرِضُوا اللّٰهَ﴾ الجواب منا على قسمين بخلاف ما كان منه فجواب موافق لجوابه و هو قولنا ﴿سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا﴾ [البقرة:285] و جواب غير موافق من جميع الجهات لإجابته و هو قوله ﴿سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا﴾ [البقرة:93] و هذا كلام من أبعده اللّٰه عن سعادته و قرب إليه بهذه الإجابة شقاوته فقد أبنت لك عن إطلاق التكليف و هذا من إنصاف الحق عباده ليطلب منهم النصف ثم إنه في موطن آخر جعل لقوم آخرين ممن كتب عليهم شقاء مستندا إلهيا لم يقم فيه مقام الإنصاف فأعمى عليهم فعموا فنسب إليهم ما هو إليه و أشقاهم به ثم قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية