[فإذا كان الذاكر صحيح الذكر فلا بد أن يسمع اللّٰه ذكره]
قال اللّٰه تعالى جده و كبرياؤه ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي﴾ [الأحزاب:43] فوصف نفسه بالتأخر في الذكر عن ذكر العبد و هنا كان ذكر العبد يعطي في نفس الحق الذكر لعبده كما يعطي السائل الإجابة في الحق و من هذه الحضرة ظهر تأثير الكون في الوجود الحق فإذا كان الذاكر صحيح الذكر و هو أن يسمع بذكره المذكور و هو صادق في أنه يذكره إذا ذكره عبده فلا بد أن يسمعه ذكره لصدقه في قوله فمن لم يسمع ذكر ربه إياه عند ذكره فيتهم نفسه في ذكره و إنه ما وفى بشرط الذكر الموجب لذكر ربه إياه و هنا سر لا يمكن كشفه من أجل الدعوى و هو أن اللّٰه قد أعلمنا بما تذكره من تكبير و تهليل و تسبيح و تقديس و تحميد و تمجيد كل ذلك معلوم مقرر و ما أعلمنا بما يذكرنا فإذا ذكره صاحب هذا الذكر و وفى الشرط من الإخلاص و الحضور فعلامته أن يسمع ما يذكره به ربه فيعلم ما يذكره به كما أعلمه على لسان الرسول ما يذكر به ربه فإذا لم يعلم ذلك فما هو ذلك الذاكر و لا صاحب هجير فليلزم ما قلناه فإنه لا علامة له على صحة ذكره إلا ما ذكرناه خاصة ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و الأربعون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
﴿أَمّٰا مَنِ اسْتَغْنىٰ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّٰى﴾
»
إذا تجلت صفات الحق في أحد *** يعظم الكشف ذاك الواحد الأحدا
و لو يعاتبه فيه منزهه *** فإنه يقبل العتب الذي وردا
فإنه عالم بما به وردا *** و عالم بالذي في عتبة قصدا
إن الأمور إذا انسدت مسالكها *** فليس يفتحها إلا الذي وجدا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية