﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ﴾ [ طه:5] فثبتت الرحمة فلم تزل و أثرت في النزول إلى السماء الدنيا فما نزل ليسلط عذابا و إنما نزل ليقبل تائبا و يجيب داعيا و يغفر لمستغفر و يعطي سائلا فذكر هذا كله و لم يذكر شيئا من القهر لأنه نزل من عرش الرحمن فالمكان رحمة حيث كان لأن فيه استقرار الأجسام من تعب الانتقال إلا تراهم في حال العذاب كيف وصفهم بالانتقال بتبديل الجلود و التبديل انتقال إلى أن يفرغ الميقات و الأمر الحقيقي للمكانة فإنه لا يصح الثبوت على أمر واحد في الوجود فالمكان ثبوت في المكانة كما نقول في التمكين أنه تمكين في التلوين لا أن التلوين يضاد التمكين كما يراه من لا علم له بالحقائق و للتمكين باب يرد بعد هذا إن شاء اللّٰه
(الباب الخامس و التسعون و مائة في معرفة الشطح)
الشطح دعوى في النفوس بطبعها *** لبقية فيها من آثار الهوى
هذا إذا شطحت بقول صادق *** من غير أمر عند أرباب النهي
[أن الشطح كلمة حق تفصح عن مرتبته التي أعطاه اللّٰه من المكانة عنده]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية