و هو الكاتب و إن كانوا ﴿يَعْلَمُونَ مٰا تَفْعَلُونَ﴾ [الإنفطار:12] ما قال يكتبون ثم إنه من كرم اللّٰه إن الكشف أعطى و «قد ورد به خبر أن العبد إذا عمل السيئة قال الملك لصاحبه الذي أمره الحق أن يستأذنه في كتاب السيئة أ أكتب فيقول له لا تكتب و أنظره إلى ست ساعات من وقت عمله السيئة فإن تاب أو استغفر فلا تكتبها و إن مرت عليه ست ساعات و لم يستغفر فاكتبها سيئة واحدة» و لا نكتبها إلا إذا تلفظ بها بأن يقول فعلت كذا أو تكون السيئة في القول فتكتب بعد مضى هذا القدر من الزمان و أي مؤمن تمضي عليه ست ساعات لا يستغفر اللّٰه فيها فلهذا النوع أجر على اللّٰه من وجهين أجر العفو و أجر العفو من اللّٰه كثير فإنه من الأضداد و أجر الإصلاح و هو الإحسان إليه المزيل لما قام به من الموجب للاساءة إليه و اللّٰه يحب المحسنين و لو لم يكن في إحسانه المعبر عنه بالإصلاح إلا حصول حب اللّٰه إياه الذي لا يعدله شيء لكان عظيما فيكون أجر من هذا صفته على اللّٰه أجر محب لمحبوب و كفى بما تعطيه منزلة الحب فما يقدر أحد أن يقدر أجر ما يعطيه المحب لمحبوبه فهذا قد أومأنا إلى من له أجر على اللّٰه بأوجز عبارة طلبا للاختصار فإن المقام عظيم و المنازلة كبيرة ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثامن عشر و أربعمائة في معرفة منازلة
«من لم يفهم لا يوصل إليه شيء»» id="p117" class=" G" />
من يفهم الأمر فذاك الذي *** خاطبه الرحمن من كل عين
و هو الذي دار عليه الورى *** و هو الذي في حكمه كل أين
إن إياسا خص من بأقل *** لما حوته حكمة القبضتين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية