و نافلة الصيام ما يحصل للعبد من التنزيه في نفي المماثلة من قوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] أي ليس مثل مثله شيء و ما مثله إلا من خلق على صورته فنفى سبحانه أن يماثل هذا المثل فهو أحق أن لا يماثل و ما له من الصورة إلا الاسم خاصة فإن العالم كما أعطاه اللّٰه اسم الوجود الذي هو له تعالى حقيقة أعطاه العالم باستعداده و كونه مظهرا ﴿لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الأعراف:180] ما علمنا منها و ما لم نعلم فهذا كونه على صورته و نافلة الزكاة أعطت في الإنسان البركة و هي الزيادة التي حصلت له على ما أعطته الفريضة لا غير و نافلة الحج أعطت له القصد بظهور الكون في الأطوار المختلفة مع أحدية التوجه و نافلة العمرة أعطته الدخول عليه تعالى في كل عبادة بين طرفي تحليل و تحريم و فيها ذوق و شرب و هما تجليان معروفان عند أهل اللّٰه و نافلة الذكر الذي فرضه لا إله إلا اللّٰه و تكبيرة الإحرام و السلام من الصلاة و شهادة التعيين و كل فرض يتعلق بالقول فإنه يعطيك نافلته و المواظبة عليه أن تقول لما تريده في الكون ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] كما يعطيك الفرض أن تقول للحق تعالى افعل فيفعل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية