فبرحمته عذب من عذب لأنه لو لا العذاب لتسرمد يكون الغضب و هو أشد على المغضوب من العذاب الواقع به لمن عقل ما أقول و إذا كان الأمر كما قررناه و هو كما ذكرناه فقد في الإقبال الظاهر سعادة ليسعد به المقبول عليه و قد يكون في الإقبال الظاهر شقاوة ليشقى به المقبول عليه و قد يكون في الإقبال الباطن مثل ما ذكرناه في الإقبال الظاهر و المقبول عليه غيب و شهادة و روح و صورة و حيوان و ناطق فلا بد من النفس و الحس أن ينفعلا لهذه الإقبالات و أحكام النسب بها يظهر حكم الحاكم في المحكوم عليه و قد ذكر اللّٰه أن الهوية العائدة عليه هي عين هذا الذي ذكرناه فلم يقع تصرف منه إلا فيه نبه على ذلك بقاتل نفسه و أن الجنة محرمة عليه فلا حجاب عليه فإنه ظاهر له لا يتمكن أن يستتر عنه هو و جعل ذلك مبادرة له لأنه ذكر أمرين من أول و آخر فقد يبادر الآخر فيكون له حكم الأولية و يكون للأول بالنسبة إلى هذا المبادر حكم الآخرية و لهذا جاءت العبارة التي «ذكرها الترجمان عن اللّٰه بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة» فلا يستره شيء بعد هذا الكشف لأنه يعلم من سبق و من لحق كما يعلم ﴿مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ﴾ [الملك:14] فلا يظهر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية