ثم عطف فقال ﴿وَ لاَ الْمَلاٰئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ و هم العالون عن العالم العنصري المولد فهم أعلى نشأة و الإنسان أجمع نشأة فإن فيه الملك و غيره فله فضيلة الجمع و لهذه جعله معلم الملائكة و أسجدهم له فمساق الآية يوزن بتقرير النعم عليه و إنما وقعت الصعوبة في هذا الذكر كونه نكرة و النكرة تعم في مساق النفي فالتنكير يوزن بتعميم نفي الذكر عنه من كل ذاكر و هو دليل على إن اللّٰه ما ذكره لمن أوجد قبله من الأعيان و إن كان مذكورا له في نفسه ثم ذكره لملائكته بمرتبته التي خلق لها لا باسمه العلم الذي هو آدم فاعلم
(الباب العشرون و مائة في معرفة مقام الشكر و أسراره)
الشكر شكران شكر الفوز و الرفد *** هذا من الروح و الثاني من الجسد
فالشكر للرفد يعطيني زيادته *** و الشكر للفوز مثل السلب للأحد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية