ألا إن ختم الأولياء رسول *** و ليس له في العالمين عديل
هو الروح و ابن الروح و الأم مريم *** و هذا مقام ما إليه سبيل
فينزل فينا مقسطا حكما بنا *** و ما كان من حكم له فيزول
فيقتل خنزير أو يدمغ باطلا *** و ليس له إلا الإله دليل
يؤيده في كل حال بآية *** يراها برأي العين فهو كفيل
يقيم بإعلام الهدى شرع أحمد *** يكون له منه لديه مقيل
يفيض عليه من وسيلة ملكه *** و لكنه في حالتيه نزيل
[إن لله وليا خاتم الأولياء في آخر الزمان يحكم بشرع محمد ﷺ في أمته]
اعلم وفقنا اللّٰه و إياك أن اللّٰه تعالى من كرامة محمد ﷺ على ربه أن جعل من أمته رسلا ثم إنه اختص من الرسل من بعدت نسبته من البشر فكان نصفه بشرا و نصفه الآخر روحا مطهرة ملكا لأن جبريل وهبه لمريم ﴿بَشَراً سَوِيًّا﴾ [مريم:17] ﴿رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء:158] ثم ينزله وليا خاتم الأولياء في آخر الزمان يحكم بشرع محمد ﷺ في أمته و ليس يختم إلا ولاية الرسل و الأنبياء و ختم الولاية المحمدي يختم ولاية الأولياء لتتميز المراتب بين ولاية الولي و ولاية الرسل فإذا نزل وليا فإن خاتم الأولياء يكون ختما لولاية عيسى من حيث ما هو من هذه الأمة حاكما بشرع غيره كما إن محمدا خاتم النبيين و إن نزل بعده عيسى كذلك حكم عيسى في ولايته بتقدمه بالزمان خاتم ولاية الأولياء و عيسى منهم و رتبته قد ذكرناها في كتابنا المسمى عنقاء مغرب فيه ذكره و ذكر المهدي الذي ذكره رسول اللّٰه ﷺ فأغنى عن ذكره في هذا الكتاب و منزلته لا خفاء بها فإن عيسى كما قال ﴿رَسُولُ اللّٰهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ﴾ [النساء:171] ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] انتهى السفر الأحد و الثلاثون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية