﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59] و كل خدمة عن أمر فمن أدب الشريعة لا من أدب الخدمة
«و أما مقام»أدب الحقيقة
فإنا نذكره إن شاء اللّٰه و من أدب الشريعة أخذك لأحكامها المشروعة و الوقوف عند رسومها و حدودها و اتصافك بها لمجرد الخدمة و الاشتغال لا لتحلية النفس بالعلم بها دون العمل و من آداب الخدمة أن لا يشغلك و لا يبعثك عليها ما تنتجه لك من المخدوم من القبول و ملاحظات التأميل فإن شغلك ذلك فما خدمت سوى غرضك و نفسك و من آداب الحق أن لا يتعدى علمك في الأشياء علمه فيها و هو الموافقة و إن أعطاك علمك خلاف ذلك و لا سيما فيما أضافه الحق إلى الخلق من الأعمال فأضفها أنت إلى من أضافها اللّٰه و اترك علمك لعلمه فإنه العليم و أنت العالم و هو الصادق فيما يخبر فما أضاف أمرا إلى من أضافه إلا و ينبغي لذلك المضاف إليه تلك الإضافة فلا ترجح علمك على علمه من حيث قيام الدليل لك على أنه لا فاعل إلا اللّٰه فليس هذا من الأدب فصاحب الموافقة له كل تجل و شهود فاعلم ذلك
«الباب التاسع و الستون و مائة في معرفة مقام ترك الأدب و أسراره»
أضف الأمور إلى الإله جميعها *** و إذا فعلت فلا يقال أديب
نسب الخليل إليه علة نفسه *** و شفاءها لله و هو مصيب
و كذاك أستاذ المكلم عند ما *** خرق السفينة و الجدار عجيب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية