﴿إِذٰا أَرَدْنٰاهُ﴾ [النحل:40] هو التوجه الإلهي لإيجاد ذلك الشيء ثم قال ﴿أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40] فنفس سماع ذلك الشيء خطاب الحق تكون ذلك الشيء فهو بمنزلة سريان الواحد في منازل العدد فتظهر الأعداد إلى ما لا يتناهى بوجود الواحد في هذه المنازل و لو لا وجود عينه فيها ما ظهرت أعيان الأعداد و لا كان لها اسم و لو ظهر الواحد باسمه في هذه المنزلة ما ظهر لذلك العدد عين فلا تجتمع عينه و اسمه معا أبدا فيقال اثنان ثلاثة أربعة خمسة إلى ما لا يتناهى و كل ما أسقطت واحدا من عدد معين زال اسم ذلك العدد و زالت حقيقته فالواحد بذاته يحفظ وجود أعيان الأعداد و باسمه يعدمها كذلك إذا قلت القديم فنى المحدث و إذا قلت اللّٰه فنى العالم و إذا أخليت العالم من حفظ اللّٰه لم يكن للعالم وجود و فنى و إذا سرى حفظ اللّٰه في العالم بقي العالم موجودا فبظهوره و تجليه يكون العالم باقيا و على هذه الطريقة أصحابنا و هي طريقة النبوة و المتكلمون من الأشاعرة أيضا عليها و هم القائلون بانعدام الأعراض لأنفسها و بهذا يصح افتقار العالم إلى اللّٰه في بقائه في كل نفس و لا يزال اللّٰه خلاقا على الدوام و غيرهم من أهل النظر لا يصح لهم هذا المقام و أخبرني جماعة من أهل النظر من علماء الرسوم أن طائفة من الحكماء عثروا على هذا و رأيته مذهبا لابن السيد البطليوسي في كتاب ألفه في هذا الفن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية