فانية الخلق مضبوطة *** و إنية الحق ما تنضبط
فيأخذ من ذا و يعطيه ذا *** و كل بأحواله مغتبط
فربط الوجود بعين الشهود *** مقام جليل لمن يرتبط
و ليس ينال مقام الدنو *** عبيد إذا سره قد شحط
و ما فرحت بشيء قط مما وهبنيه الحق من المنح التي تقبلها الأكوان فرحى بهذا المقام إذ حلاني به ربي و هو أعلى المقامات و أسناها و هو مقام كل ما سوى اللّٰه و لا يشعر به و ليست العناية من اللّٰه ببعض عباده إلا أن يشهده هذا المقام من نفسه فما يزيد على العالم كله إلا بالعلم به حالا و ذوقا و لا يجني أحد ثمرة الإيثار مثل ما يجنيها صاحب هذا المقام فإن ثمرة الإيثار على قدر من تؤثره على نفسك و الذي تؤثره على نفسك هنا إنما هو الحق فينسب إليك الفرح بما تجنيه من ثمرة هذا الإيثار على صورة نسبة الفرح إلى الحق فانظر ما أعظمها من لذة و ابتهاج و هذا أخصر ما يمكن من الإبانة عن هذا المقام ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و العشرون و أربعمائة في معرفة منازلة
«من تصاغر لجلالى
نزلت إليه و من تعاظم علي تعاظمت عليه»
»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية