و لا مثل قوله ﴿وَ اللّٰهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ﴾ [محمد:38] فإذا علمت إن الفقر بهذه المثابة فالزم استحضاره في كل نفس و على كل حال و علق فقرك بالله مطلقا من غير تعيين فهو أولى بك و إن لم تقدر على تحصيل عدم التعيين فلا أقل إن تعلقه بالله تعالى مع التعيين «أوحى اللّٰه تعالى إلى موسى يا موسى لا تجعل غيري موضع حاجتك و سلني حتى الملح تلقيه في عجينك» هذا تعليم اللّٰه نبيه موسى عليه السّلام و لقد رأيته سبحانه و تعالى في النوم فقال لي وكلني في أمورك فوكلته فما رأيت إلا عصمة محضة لله الحمد على ذلك جعلنا اللّٰه تعالى من الفقراء إليه به فإن الفقر إليه تعالى به هو عين الغني لأنه الغني و أنت به فقير فأنت الغني به عن العالمين فاعلم ذلك
(الباب الثالث و الستون و مائة في معرفة مقام الغني و أسراره)
إن الغني صفة سلبية و لذا *** تمتاز عن نسب الأسماء رتبتها
يخصه حكمها و العين في عدم *** منها و ليس لها كون فينعتها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية