فلو لا الكتاب ما علم آصف بن برخيا ذلك و أما المقتصد فهو الذي اقتصد في كل موطن على ما يقتضيه حكم الموطن فهو بحكم الموطن لا بحكم نفسه و هو أهل اللّٰه الأخفياء الأبرياء فمشهد الظالم ما يجب للحق فلا ينسبه إليه و مشهد المقتصد المواطن و ما تستحق فالظالم يدخل في حكم المقتصد و لهذا كان المقتصد وسطا لأنه على حقيقة ليست للطرفين و فيه من حكم الطرفين ما يحتاج إليه أو يندرج فيه و أما السابق بالخيرات فهو الذي يتهيأ لحكم المواطن قبل قدومها عليه و تجتمع هذه الأحوال في الشخص الواحد فيكون ظالما مقتصدا سابقا بالخيرات ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الستون و أربعمائة في معرفة منازلة
«الإسلام و الايمان و الإحسان الأول و الثاني»
»
علمت أني هممت *** و لكن ما فهمت
مراد اللّٰه فيه *** لكونى ما شهدت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية