و هذا غاية ما يصل إليه تعظيم المحدث إذا عظم جناب اللّٰه و أما بعد المخالفة فهو بعد العبد عن سعادته و عن الأسماء الإلهية التي تقتضي الموافقة في القرب بالطاعات و إن كان في المخالفة قريبا من الأسماء الإلهية التي تطلب الأكوان من حيث التكليف فإنها محصورة في عفو و مؤاخذة فهو قريب بالمؤاخذة منه فالمخالفة تطلب الرحمة و تتعرض للعقوبة و هو سبحانه على مشيئته في ذلك فلم يبق في بعد المخالفة إلا البعد عن سعادته إما بنقصان حظ عن غيره أو مؤاخذة بالجريمة و أما البعد منك الذي ذكرته الطائفة فهو قوله لأبي يزيد اترك نفسك و تعال و من ترك نفسه بعد عنها و قد بينا لك في هذا الباب معنى هذا القول ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثاني و الستون و مائتان في معرفة الشريعة»
الشريعة التزام العبودية بنسبة الفعل إليك
إن الشريعة حد ما له عوج *** عليه أهل مقامات العلى درجوا
علوا معارج من عقل و من همم *** لحضرة دخلوا فيها و ما خرجوا
جاءوا بأمر عظيم القدر منه و ما *** عليهم في الذي جاءوا به حرج
[الشريعة التزام العبودية بنسبة الفعل إليك]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية