﴿إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص:56] أي إنك لا تقدر على من تريد أن تجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أن يكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلم في الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيما يريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سر هذا و اعلم هل أنت متكلم أو لافظ
(الباب الثامن و التسعون في معرفة مقام السهر)
من لا تنام له عين و ليس له *** قلب ينام فذاك الواحد الأحد
مقامه الحفظ و الأعيان تعبده *** و لا يقيده طبع و لا جسد
هو الإمام و ما تسري إمامته *** في العالمين فلم يظفر به أحد
كرسيه تخزن الأكوان فيه و لا *** يؤده حفظ شيء ضمه عدد
[القيومية هي لله على ما تعطيه ذاته و للعبد على ما تعطيه ذاته]
هذا المقام يسمى مقام القيومية و اختلف أصحابنا هل يتخلق به أم لا و لقيت أبا عبد اللّٰه بن جنيد من شيوخ الطائفة من أهل قبرفيق من أعمال رندة و كان معتزلي المذهب فرأيته يمنع من التخلق بالقيومية فرددته عن ذلك من مذهبه فإنه كان يقول بخلق الأفعال للعباد فلما رجع إلى قولنا و أبنت له معنى قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية