قد استوى بشر على العراق *** من غير سيف و دم مهراق
و الأخبار و الآيات كثيرة منها صحيح و سقيم و ما منها خبر إلا و له وجه من وجوه التنزيه و إن أردت أن يقرب ذلك عليك فاعمد إلى اللفظة التي توهم التشبيه و خذ فائدتها و روحها أو ما يكون عنها فاجعله في حق الحق تفز بدرجة التنزيه حين حاز غيرك درك التشبيه فهكذا فافعل و طهر ثوبك و يكفي هذا القدر من هذه الأخبار فقد طال الباب
نفث الروح
الأقدس في الروع الأنفس [المعنى الرمزى لالفاظ التشبيه بلسان الشرع]
بما تقدم من الألفاظ لما تعجب المتعجب ممن خرج على صورته و خالفه في سريرته ففرح بوجوده و ضحك من شهوده و غضب لتوليه و تبشبش لتدليه و نسي ظاهره و تنفس فأطلق مواخره و ثبت على ملكه و تحكم بالتقدير على ملكه فكان ما أراد و إلى اللّٰه المعاد فهذه أرواح مجردة تنظرها أشباح مسندة فإذا بلغ الميقات و انقضت الأوقات و مارت السماء و كورت الشمس و بدلت الأرض و انكدرت النجوم و انتقلت الأمور و ظهرت الآخرة و حشر الإنسان و غيره في الحافرة حينئذ تحمد الأشباح و تتنسم الأرواح و يتجلى الفتاح و يتقد المصباح و تشعشع الراح و يظهر الود الصراح و يزول الإلحاح و يرفرف الجناح و يكون الابتناء بالضراح من أول الليل إلى الإصباح فما أسناها من منزله و ما أشهاها إلى النفوس من حالة مكملة متعنا اللّٰه بها
«الباب الرابع في سبب بدء العالم و مراتب الأسماء الحسنى من العالم كله»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية