فإذا كان من أشرك به يعتب رسوله ﷺ في الدعاء عليهم فكيف يكون فعله فيهم إذا تولى سبحانه الحكم فيهم بنفسه و قد علمنا أنه تعالى ما ندبنا إلى خلق كريم إلا كان هو أولى به فمن هنا يعلم ما حكمه في المشركين يوم القيامة من أمة محمد ﷺ و إن أخذهم اللّٰه بالشرك في الآخرة إذ لا بد من المؤاخذة و لكن مؤاخذته إياهم فيها لطف إلهي لا يستوي فيه مشرك غير هذه الأمة بمشركها أعرف ذلك اللطف و لا أصرح به كما ذكر ﷺ فيمن أصابتهم النار من هذه الأمة بذنوبهم بل من الأمم إن اللّٰه يميتهم فيها أمانة الحديث و قد مر في هذا الكتاب خرجه مسلم في صحيحه و قد رميت بك على الطريق لتعلم حكم اللّٰه في هذه الأمة المحمدية مؤمنها و الكافر بها فإن كفر الكافر منها لا يخرجه عن الدعوة فله أو عليه حكمها و لا بد فهم خير أمة ﴿أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] المؤمن منهم بإيمانه و الكافر منهم بكفره هما خير من كل مؤمن من غير هذه الأمة و كافر و هذا الذي ذكرناه في هذا المنزل بالنظر إلى ما يحويه من العلوم جزء من ألف جزء بل من آلاف ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثالث و الثمانون و ثلاثمائة في معرفة منزل العظمة الجامعة للعظمات المحمدية»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية