و إذا ما علمته *** لم تزل عالما بنا
فلما شرك اللّٰه بيننا و بين ملائكته في العجز عن معرفته زدنا عليهم بالصورة و لحقناهم في الظاهر بما يظهر به من الصور في النشأة الآخرة في ظواهرنا كما نظهر بها اليوم في بواطننا فنكون على نشأتهم في الآخرة و ليست للملائكة آخرة فإنهم لا يموتون فيبعثون و لكن صعق و إفاقة و هو حال لا يزال عليه الممكن في التجلي الإجمالي دنيا و آخرة و الإجمال هناك في الملائكة عين المتشابه عندنا و لهذا يسمعون الوحي كأنه سلسلة على صفوان فعند الإفاقة يقع التفصيل الذي هو نظير المحكم فينا فالأمر فينا و فيهم بين آيات متشابهات و آيات محكمات فعم الابتلاء و الفتنة بالإجمال و المتشابه الملأين الملإ الأعلى و الملإ الأنزل فمثل هذا العلم فمثل هذا العلم ينتجه هذا الذكر ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع عشر و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية