و أما وصفه بالغنى عن العالم أنما هو لمن توهم إن اللّٰه تعالى ليس عين العالم و فرق بين الدليل و المدلول و لم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه فالأمر واحد و إن اختلفت العبارات عليه فهو العالم و العلم و المعلوم فهو الدليل و الدال و المدلول فبالعلم يعلم العلم فالعلم معلوم للعلم فهو المعلوم و العلم و العلم ذاتي للعالم و هو قول المتكلم ما هو غيره فقط و أما قوله و ما هو هو بعد هذا فهو لما يرى من أنه معقول زائد على ما هو فبقي أن يكون هو و ما قدر على أن يثبت هو من غير علم يصفه به فقال ما هو غيره فحار فنطق بما أعطاه فهمه فقال إن صفة الحق ما هي هو و لا هي غيره و لكن إذا قلنا نحن مثل هذا القول ما نقوله على حد ما يقوله المتكلم فإنه يعقل الزائد و لا بد و نحن لا نقول بالزائد فما يزيد المتكلم على من يقول ﴿إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ﴾ [آل عمران:181] إلا بحسن العبارة و نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين فهذا بعض نتائج هذا الهجير ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية