ثم اعلم أن السالكين الذين ذكرناهم على مراتب فمنهم السالك منه إليه و منهم السالك منه إليه فيه و منهم السالك منه إليه فيه به و منهم السالك منه لا فيه و لا إليه و منهم السالك إليه لا منه و لا فيه و منهم السالك لا منه و لا إليه و لا فيه و هو موصوف بالسلوك و بأنه سالك و منهم السالك من غير سفر و منهم السالك المسافر و هو في الباب الذي يلي هذا الباب فكل مسافر سالك و ما كل سالك مسافر كما سنذكره إن شاء اللّٰه بعد هذا الباب في باب المسافر و أنواع السلوك كثيرة و ما ذكرنا منها إلا القليل فأما السالك منه إليه فهو المنتقل من تجل إلى تجل و أما السالك إليه منه فيه فهو السالك من اسم إلهي إلى اسم إلهي في اسم إلهي و أما السالك منه إليه فيه به فهو السالك باسم إلهي من اسم إلى اسم في اسم و أما السالك منه لا فيه و لا إليه فهو الذي خرج من عند اللّٰه في الكون إلى الكون و أما السالك إليه لا منه و لا فيه فهو الفار إليه في الكون من الكون كفرار موسى عليه السّلام و أما السالك لا منه و لا فيه و لا إليه فهو المنتقل في الأعمال الصالحة من الدنيا إلى الآخرة و هم الزهاد غير العارفين و كلما ذكرناه قد يكون على التقسيم الذي تقدم في حرف الباء من أنه سلك بربه أو بنفسه إلى نهاية التقسيم فيه و للسلوك مراتب و أسرار يطول النظر فيها و يخرجنا عن المقصود في هذا الكتاب من الاقتصاد و الاقتصار على الضروري من العلم الذي يحتاج إليه أهل طريق اللّٰه أن يبينه لهم من فتح عليه به من أمثالنا و هذا الكتاب مع طوله و اتساعه و كثرة فصوله و أبوابه ما استوفينا فيه خاطرا واحدا من خواطرنا في الطريق فكيف الطريق و لا أخللنا بشيء من الأصول التي يعول عليها في الطريق فحصرناها مختصرة العبارة بين إيماء و إيضاح
(الباب التسعون و مائة في معرفة المسافر
و هو الذي أسفر له سلوكه عن أمور مقصودة له و غير مقصودة و هو مسافر بالفكر و العمل و الاعتقاد)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية