كما أمر نبيه أن يقول ﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] فالكمال هو وقوف الإنسان على الصورة الرحمانية بطريق الإحاطة لذلك عند مقابلة النسخة حرفا حرفا فيؤثر و لا يتأثر و لا يميل و لا يؤثر عدل في فضل و لا فضل في عدل بل يرتفع الفضل و العدل و يبقى الوجود و الشهود و قبول القوابل بحسب استعدادها روحا و جسما فلا ينسب إليه من حيث هو حكم أصلا و جميع النسب تتصف به القوابل و هو على الوجه الواحد الذي يليق به لا يقبل التغير و لا التأثر كما لا يقبل النور من حيث ذاته و عينه ألوان الزجاج مع أنك تنظر إلى النور أحمر و أصفر و أخضر متنوعا بتنوع ألوان الزجاج فالنور ما انصبغ بالألوان و لكن هكذا تشهده العين و العلم يقضي بأنه على صورته التي كان عليها ما تأثر في عينه بشيء من ذلك إلا تنظر إليه في المساحة الهوائية التي بين موضع الزجاج و موضع النور المنعكس المتلون هل ترى في النور في هذه المساحة لونا من تلك الألوان مع كونه قد انبسط على الزجاج و حينئذ عمر المساحة الهوائية التي بين ما يظهر من الألوان و بين الزجاج و كقوس قزح فالكامل من لا يقبل الزائد و نحن في مزيد علم دنيا و آخرة فالنقص بنا منوط فكمالنا بوجود النقص فيه فلنا كمال واحد و للحق كمالان كمال مطلق و كمال يقول به ﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية