بورود العافية عليهم ﴿وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ [التوبة:125] و السورة واحدة و المزاج مختلف فلا يعرف حقيقة هذه الآية إلا الأطباء الذين يعلمون أن العقار الفلاني فيه شفاء لمزاج خاص من مرض خاص و هو داء و علة لمزاج خاص و زيادة مرض في مرض خاص فالطبيب أحق الناس علما بهذه الآية و كذلك طبيب القلوب فيما يؤمنها و يخيفها فالحكيم هو الذي يأتي إلى العليل من ما منه و يظهر له بصورة من يعتقد فيه ليستدرجه إلى صورة الحق بالحق الذي يليق به و لكن وقع الأمر الإلهي في العالم بخلاف هذا لأن مشيئة اللّٰه تعلقت بأن اللّٰه لا يجمعهم على الهدى و أما الطريق في ذلك فمعلوم عند اللّٰه و عند أهله لا يشكون فيه فإن الذي يعتقد في مخلوق ما من حجر أو نبات أو حيوان أو كوكب إنه إلهه و هو يعبده و يخاطبه ذلك الإله المشهود له على الكشف بما هو الحق عليه يرجع إلى قوله لاعتقاده فيه كما يرجع إلى قوله في الآخرة و يتبرأ منه كما تبرأ إلهه منه و اللّٰه قادر على أن ينطقه في الدنيا بذلك في حق من يعبده لكن العلم السابق و المشيئة الإلهية منعا من ذلك ليكون الخلاف في العالم فجرى الأمر على ذلك في الدنيا و بعض الآخرة و يرجع الأمر إلى حكم أخذ الميثاق بالرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و التسعون و ثلاثمائة في معرفة منازلة
«منزل من دخله ضربت عنقه و ما بقي أحد إلا دخله»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية