فأما قوله عليه السّلام في خلق الإنسان مما قيل لكم و لم يقل مثل ما قال في خلق الملائكة و الجان طلبا للاختصار فإنه أوتي جوامع الكلم و هذا منها فإن الملائكة لم يختلف أصل خلقها و لا الجان و أما الإنسان اختلف خلقه على أربعة أنواع من الخلق فخلق آدم لا يشبه خلق حواء لا يشبه خلق سائر بنى آدم و خلق عيسى عليه السّلام لا يشبه خلق من ذكرنا فقصد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الاختصار و أحال على ما وصل إلينا من تفصيل خلق الإنسان فآدم من طين و حواء من ضلع و عيسى من نفخ روح و بنو آدم ﴿مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ﴾ [ السجدة:8]
[الالتحام المعنوي بين السماء و الأرض]
و لما أنشأ اللّٰه الأركان الأربعة و علا الدخان إلى مقعر فلك الكواكب الثابتة و فتق في ذلك الدخان سبع سماوات ميز بعضها عن بعض
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية