فهم ملائكة تسخير تكون مع العبد بحسب ما يكون العبد عليه فهم تبع له و هذا الفارق بين توكيل السلطان على الشخص فإنه تحكم الوكلاء عليه لا يتعدى الموضع الذي حجره السلطان و حفظة الحق يتبعون العبد حيث تصرف فهو مطلق التصريف في إرادته و إن حجر عليه بعض التصرف فإنه يتصرف فيما حجر عليه و لا يستطيع الملك يمنعه من ذلك لأمرين الواحد لكون الحق قد ذهب اللّٰه بسمع هذا العبد عن قوله و يبصره عن شهوده و الأمر الآخر لكون الملك الحافظ الموكل به لا يمنعه لشهوده الحق معه في تصرفه الذي أمره بحفظه فلذلك لا يحجر الملك عليه التصرف و توكيل المخلوق ليس كذلك فإن الحاكم الذي وكل الوكلاء به ليس هو عند الموكل عليه فهذا الفارق بين حكم الوكيل الحق و الوكيل المخلوق فوكلاء الخلق يحفظونه من التصرف و وكلاء الحق يحفظونه في التصرف و هذا القدر في هذا الذكر من التنبيه كاف ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الخامس و الأربعون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان هجيره
﴿وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ﴾ [العلق:19]
»
لا تطع النفس التي من شأنها *** سدل الحجاب عليك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية