فوسع في طلب المزيد إن كنت من العلماء بالله و إذا كان اتساع الممكنات لا يقبل التناهي فما ظنك بالاتساع الإلهي فيما يجب له و ما يعطيه من المعرفة كل ممكن على عدم التناهي فيه فكيف إذا انضاف إلى تلك المعرفة ما لا تعلق للممكن بها لا من سلب و لا من إثبات نسب فإذا ترك العبد الرضي فعلى هذا الحد يتركه فهو راض عنه لا راض منه لأن الرضي منه جهل به و نقص و العبد الكامل مخلوق على صورة الكمال
[لا ينبغي الرضا بكل مقضى و لكن بقضاء اللّٰه فيما اقامه]
و أما قول بعضهم لي منذ ستين سنة أو كما وقت ما أقامني اللّٰه في أمر فكرهته قالت المشايخ أشار إلى دوام الرضي و احتجوا بهذا على ثبوت الأحوال فإن الرضي عندهم من الأحوال و هذا لا يصح من غير المعصوم و المحفوظ فربما كان هذا القائل من المحفوظين أو المعصومين فإن لم يكن فيريد الرضي بقضاء اللّٰه فيما أقامه لا بكل مقضي فإنه لا ينبغي الرضي بكل مقضي و إن رأيت وجه الحق فيه فإنك إذا كنت صحيح الرؤية فيه فإنك ترى وجه الحق فيه غير راض عنه فإن لم تره بذلك العين الإلهي و إلا فما رأيته إن رضيت به و ﴿لاٰ يَرْضىٰ لِعِبٰادِهِ الْكُفْرَ﴾ [الزمر:7] فتحفظ من هذا الحال أو هذا المقام فإنه زهوق لا يثبت عليه الاقدام فإن فيه منازعة الحق
(الباب الموفي ثلاثين و مائة في مقام العبودة)
id="p3028" class=" G" />
إني انتسبت إلى نفسي لمعرفتي *** بأن نسبتنا للحق معلوله
و كونه علة للخلق مجهلة *** بما له من علو القدر مجهوله
هو الغني على الإطلاق ليس له *** فقر قد أودع الرحمن تنزيله
هذا الذي قلته القرآن فصله *** فابحث عليه ترى بالبحث تفصيله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية