بالعذاب
و لهذا سمي عذابا لأنه يعذب في حال ما عند قوم ما لمزاج يطلبه و إذا كان الحق يأمر بتعظيم كل ما سواه مما هو مضاف إليه و ما ثم إلا ما هو مضاف إليه إما نصا أو عقلا فبعيد إن يتسرمد عليه العذاب الذي هو الألم و قد كان اللّٰه و لا شيء معه و لم يرجع إليه وصف لم يكن عليه مما أوجده و خلقه فكذلك هو و يكون و إنما قلنا هذا من أجل من يقول بنفي اسم من الأسماء الإلهية لا أثر له قلنا و إن لم يكن له أثر فليس كماله بوجود الأثر عنه فإن العين واحدة فافهم ذلك و هذه مسألة من أشكل المسائل في هذا الطريق
[إن رحمة اللّٰه سبقت غضبه]
و اللّٰه يقول إن رحمته سبقت غضبه يريد أن حكمه برحمة عباده سبق غضبه عليهم و لا يظهر السبق في نفس الشأو فإنه قد يكون الفرس واسع النفس بطيء الحركة و الآخر ضيق النفس سريع الحركة و الشأو طويل فلا يزال الواسع النفس و إن أبطأ في الحضر يدخل على الضيق النفس حتى يزيد عليه و يتركه خلفه فلا يحكم بالسبق إلا في آخر الشأو فمن حاز قصب السبق فهو السابق و لهذا يطول في المسابقة بين الخيل في المسافة و هو مشروع في معرض التنبيه على هذا المقام و آخر المسافة هو الذي ينتهي إليه الحكم بالسبق و الرحمة سبقت غضب اللّٰه على خلقه فهي تحوز العالم في الدارين بكرم اللّٰه و ما ذلك على اللّٰه بعزيز و إن كانوا في النار فلهم فيها نعيم فإنهم ليسوا منها بمخرجين و يصدق «قوله تعالى سبقت رحمتي غضبي» و يصدق قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية