﴿فَإِنَّمٰا عَلَيْكَ الْبَلاٰغُ﴾ [آل عمران:20] و ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدٰاهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ﴾ [البقرة:272] و نزل اللّٰه عليه ﴿عَبَسَ وَ تَوَلّٰى﴾ [عبس:1] الآيات و أنزل عليه ﴿وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ [الكهف:28] الآيات و فيها ﴿وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف:29] ثم ذكر ما للظالمين عند اللّٰه في الآخرة فطريقة الإرشاد و الدعاء إلى اللّٰه ميزانها الغني بالله عما في أيديهم و ما يكون بسببهم فإن لم تكن في نفسك بهذه المثابة فلا تدع و اشتغل بدعاء نفسك إلى الاتصاف بهذه الصفات المحمودة عند اللّٰه و لا تتعد الحد الذي أنت عليه و لا تخط في غير ما تملكه فتكون غاصبا و الصلاة في الدار المغصوبة لا تجوز بخلاف و الدعاء إلى اللّٰه صلاة و الإخلاص فيها الحرية عن استرقاق من يدعوهم إليه فهذا هو محل الغني بالله و هنا يستعمل فإن عدلت به إلى غير هذا فقد أخسرت الميزان و اللّٰه يقول ﴿وَ لاٰ تُخْسِرُوا الْمِيزٰانَ﴾ [الرحمن:9] و ﴿أَلاّٰ تَطْغَوْا فِي الْمِيزٰانِ﴾ [الرحمن:8] فتخرجوه عن حده و هو قوله ﴿لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء:171] و الغلو و الطغيان هما الرفعة فوق الحد الذي يستحقه المتغالي فيه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية