﴿مٰا خَلَقْنٰاهُمٰا إِلاّٰ بِالْحَقِّ﴾ [الدخان:39] و أمرنا أن نعطي كل ذي حق حقه و ما ثم إلا ذو حق و حقه إنما هو الحافظ له و هنا نكتة خفية فإن اللّٰه له على عباده حق يطلبه منهم و «قد ورد في الصحيح أن حق اللّٰه أحق بالقضاء من حق المخلوق» لأن نسبة الحق إلى اللّٰه أتم و أصح من نسبة الحق إلى المخلوق لأن نسبة الحق بالحق ذاتية ما هي بالجعل و نسبة الحق إلى المخلوق بالجعل و لكنه جعل لا يصح انفكاكه عنه فالسعيد من عرف الحقوق و أهلها فأداها و الشقي من لم يعرف الحقوق و لا عرف أهلها و الذي بين السعيد و الشقي من عرف الحقوق و أهلها و ظلمهم و ظلمها فهذه الطائفة هم ﴿فِي ظُلُمٰاتٍ لاٰ يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة:17] و الطرف الآخر هم الصم البكم العمي الذين ﴿لاٰ يَرْجِعُونَ﴾ [البقرة:18] عند ما يبصرون و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية