[الكبرياء رداء اللّٰه]
فاعلم أيدنا اللّٰه و إياك أن الكبرياء ليس إلا لله فمن تكبر من الخلق بغير الحق فما هو كبير في نفس الأمر و إنما هي دعوى حال لا وجود له في عين المدعي فإن كان له وجود و تكون الدعوى صحيحة فليس المدعي عند ذلك إلا الحق و الحق له الكبرياء و ما سمي المحل متكبرا إلا لكون الدعوى ما ظهرت إلا في محل ما له الكبرياء و ادعاؤه بحق فكان لسان المدعي عين الحق كما جاء كان اللّٰه سمعه و بصره
[أن لله على عباده حق]
و اعلم أن اللّٰه ما صرف أحدا عن الآيات إلا و قد صرفه عن العلم بالأمر على ما هو عليه الأمر و الشأن و الآيات التي صرف هذا العبد عنها هي عين الآيات التي أراها لمن أراها ﴿فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53] الذي يتكبر به من تكبر فمن تكبر في الأرض دون السماء بغير الحق فهو أجهل الجاهلين لأنه وضع الكبرياء في غير موضعه إذ من شرطه أمران الواحد الحق الذي يقبله المخلوق و الثاني العلو فمن تكبر في الأرض بالحق فالحق له العلو بالذات و السمو لم يصرف اللّٰه عنه الآيات فيريه إياها تشريفا لهذا المحل فإذا رآها تبين له عين الحق فإنه ما رآها إلا بالحق ﴿وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْنٰاهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء:105] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية