و الكافر الساتر و هو تعالى ساتر الذنوب فعلمنا أنه لا يحب من عباده من يستر نعمه كانت النعم ما كانت فإنه قال ﴿وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى:11] و ما تحدث به لم يستر و قال التحدث بالنعم شكر و إذا أنعم اللّٰه على عبد نعمة أحب أن ترى عليه و نعمه التي أسبغها على عباده ظاهرة و باطنة و من ستر نعمة اللّٰه فقد كفر بها و من كفر بها أذاقه اللّٰه ﴿لِبٰاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ﴾ [النحل:112] بصنيعة ذلك و لهذا قيد اللّٰه ستره بالذنوب و هي البقايا التي أبقاها اللّٰه لعباده ليتعلموا الأدب مع اللّٰه فينسبون الطاعة و الخير لله و يجعلونه بيد اللّٰه و ينسبون الذنب و المعصية لنفوسهم فلهذا قلنا أبقاها اللّٰه فهذا نصيبهم مما هو لله فإنه كل من عند اللّٰه لكن هؤلاء المحجوبون ﴿لاٰ يَكٰادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء:78]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية