و قال ﴿خُلِقَ الْإِنْسٰانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء:28] فإذا استوى قائما و بعد عن أصله تفرعن و تجبر و ادعى القوة و قال أنا فالرجل من كان مع اللّٰه في حال قيامه و صحته كحاله في اضطجاعه من المرض و الضعف و هو عزيز لهم البحث الشديد في النظر في أفعالهم و أفعال غيرهم معهم من أجل النيات التي بها يتوجهون و إليها ينسبون لشدة بحثهم عنها حتى تخلص لهم الأعمال و يخلصوها من غيرهم و لهذا قيل فيهم النياتيون كما قيل الملامية و الصوفية لأحوال خاصة هم عليها فلهم معرفة الهاجس و الهمة و العزم و الإرادة و القصد و هذه كلها أحوال مقدمة للنية و النية هي التي تكون منه عند مباشرة أفعاله و هي المعتبرة في الشرع الإلهي ففيها يبحثون و هي متعلق الإخلاص و كان عالمنا الإمام سهل بن عبد اللّٰه يدقق في هذا الشأن و هو الذي نبه على نقر الخاطر و يقول إن النية هو ذلك الهاجس و أنه السبب الأول في حدوث الهم و العزم و الإرادة و القصد فكان يعتمد عليه و هو الصحيح عندنا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية