﴿أُفٍّ لَكُمْ وَ لِمٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنبياء:67] فنبههم على إن العلم بالله من كونه إلها واحدا في الوهته من مدركات العقول فما أحالهم إلا على أمر يصح منه أن ينظر فيعلم ينظره ما هو الأمر عليه و الطريق الآخر طريق للشرع بعد ثبوته فأتى بما أتى به العقل من جهة دليله و هو إثبات أحدية خالقه و ما يجب له عزَّ وجلَّ و المسلك الآخر من العلم بالله العلم بما هو عليه في ذاته فوصفه بعد أن حكم العقل بدليله بعصمته فيما ينقله عن ربه من الخبر عنه سبحانه مع ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و إن لا يضرب له مثل بل هو الذي يضرب الأمثال لأنه يعلم و نحن لا نعلم فنسب إليه تعالى أمورا لا يتمكن للعقل من حيث دليله أن ينسبها إليه و لا يتمكن له ردها على من قام الدليل العقلي عنده على عصمته فأورثه ذلك حيرة بين الطريقين و كلا الطريقين صحيحان لا يقدر على الطعن على أحدهما فمن العقلاء من تأول تأويل تنزيه و تأييد و عضد تأويله ب ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و بقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية