﴿أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا﴾ [الشمس:9] فيزعمون أنهم يكلمون اللّٰه في خلقه و يسمعون منه في خلقه و هو في نفسه مع نفسه ما عنده خبر من ربه لأنه لا يعرفه و لا يعرف كيف يسمع منه و لا ما يسمع منه فأصحاب الدعاوي في هذه الطريقة كالمنافقين في المسلمين فإنهم شاركوهم في الصورة الظاهرة و بانوا بالبواطن فهم معهم لا معه ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتٰابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هٰذٰا مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ﴾ [البقرة:79] و هو و اللّٰه من عنده و لكن من غير الوجه الذي يزعمون و لهذا شقوا بما قالوه و إن كانوا لا يعتقدونه و سعد الآخر بقوله إنه من عند اللّٰه و اعتقاده ذلك على غير الوجه الذي يعطي الشقاء فالقول واحد و الحكم مختلف فسبحان من أخفى علمه عن قوم و أطلع عليه آخرين ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية