[الشيطان الأول من الجان]
فمن عصى من الجان كان شيطانا أي مبعودا من رحمة اللّٰه و كان أول من سمي شيطانا من الجن الحارث فأبلسه اللّٰه أي طرده من رحمته و طرد الرحمة عنه و منه تفرعت الشياطين بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن إلهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن و من بقي على كفره كان شيطانا و هي مسألة خلاف بين علماء الشريعة فقال بعضهم إن الشيطان لا يسلم أبدا و تأول «قوله عليه السّلام في شيطانه و هو القرين الموكل به إن اللّٰه أعانه عليه فأسلم» روى برفع الميم و فتحها أيضا فتأول هذا القائل الرفع بأنه قال فأسلم منه أي ليس له على سبيل و هكذا تأوله المخالف و تأول الفتح فيه على الانقياد قال فمعناه انقاد مع كونه عدوا فهو بعينه لا يأمرني إلا بخير جبرا من اللّٰه و عصمة لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و قال المخالف معنى فأسلم بالفتح أي آمن بالله كما يسلم الكافر عندنا فيرجع مؤمنا و هو الأولى و الأوجه
[إبليس أول الأشقياء من الجن]
و أكثر الناس يزعمون أنه أول الجن بمنزلة آدم من الناس و ليس كذلك عندنا بل هو واحد من الجن و إن الأول فيهم بمنزلة آدم في البشر إنما هو غيره و لذلك قال اللّٰه تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية