﴿إِلاّٰ إِبْلِيسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ [الكهف:50] أي من هذا الصنف من المخلوقين كما كان قابيل من البشر و كتبه اللّٰه شقيا فهو أول الأشقياء من البشر و إبليس أول الأشقياء من الجن و عذاب الشياطين من الجن في جهنم أكثر ما يكون بالزمهرير لا بالحرور و قد يعذب بالنار و بنو آدم أكثر عذابهم بالنار و وقفت يوما على مخبول العقل من الأولياء و عيناه تدمعان و هو يقول للناس لا تقفوا مع قوله تعالى ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ﴾ [الأعراف:18] لإبليس فقط بل انظروا في إشارته سبحانه لكم بقوله لإبليس ﴿جَهَنَّمَ مِنْكَ﴾ [الأعراف:18] فإنه مخلوق من النار فيعود لعنه اللّٰه إلى أصله و إن عذب به فعذاب الفخار بالنار أشد فتحفظوا فما نظر هذا الولي من ذكر جهنم إلا النار خاصة و غفل عن إن جهنم اسم لحرورها و زمهريرها و بجملتها سميت جهنم لأنها كريهة المنظر و الجهام السحاب الذي قد هرق ماءه و الغيث رحمة اللّٰه فلما أزال اللّٰه الغيث من السحاب بإنزاله أطلق عليه اسم الجهام لزوال الرحمة الذي هو الغيث منه كذلك الرحمة أزالها اللّٰه من جهنم فكانت كريهة المنظر و المخبر و سميت أيضا جهنم لبعد قعرها يقال ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر نسأل اللّٰه العظيم لنا و للمؤمنين الأمن منها و يكفي هذا القدر من هذا الباب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية