«قول رسول اللّٰه ﷺ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّٰه» و عند ما دخلت على رأيت ذلك في عينيك فهذا معنى قولنا إنها تترك علامة في العضو الذي كان منه ذلك العمل المحمود أو المذموم
[الفراسة الطبيعية و معطياتها]
و الفراسة الطبيعية تعطي معرفة المعتدل في جميع أفعاله و أقواله و حركاته و سكناته و معرفة المنحرف في ذلك كله فيفرق بالنظر في أعضائه و نشأة كل عضو بين الأخرق و العاقل و الذكي و الفطن و الفدم الغمر و الشبق و غير الشبق و الغضوب و غير الغضوب و الخبيث و غير الخبيث و الخداع المحتال و السليم المسلم و النزق و غير النزق و ما أشبه هذا
[الفراسة الإيمانية نور في عين البصيرة كالنور لعين البصر]
فاعلم أولا أن الفراسة الإيمانية و بها نبدأ أنها نور إلهي يعطاه المؤمن لعين البصيرة يكون كالنور لعين البصر و تكون العلامة في المتفرس فيه كنور الشمس الذي تظهر به المحسوسات للبصر فكما يفرق البصر بما فيه من النور و بما كشف له نور الشمس من المحسوسات فيعرف صغيرها من كبيرها و حسنها من قبيحها و أبيضها من أسودها من أحمرها من أصفرها و متحركها من ساكنها و بعيدها من قريبها و عاليها من أسفلها كذلك نور الفراسة الإيمانية يعرف محمودها من مذمومها
[الحكمة في إضافة نور فراسة المؤمن إلى اللّٰه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية