و هذه آية عجيبة)
رأيت في واقعتي إنني *** أدار أهل الأرض بالأرض
لأنهم ليست لهم همة *** ترفعهم عن عالم الخفض
فهم حيارى ما لهم فاصل *** يفصل بين الأمر و العرض
لم يخش خلق اللّٰه إلا الذي *** يقام في السنة و الفرض
قال اللّٰه تبارك و تعالى ﴿لِكَيْ لاٰ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوٰاجِ أَدْعِيٰائِهِمْ﴾ [الأحزاب:37]
[نسبة المؤمن الكامل و الرسول ﷺ إلى الخلق]
اعلم أن الرجل الكامل واقف مع ما تمسك عليه المروءة العرفية حتى يأتي أمر اللّٰه الحتم فإنه بحسب ما يؤمر فإن كان عرضا نظر إلى قرائن الأحوال فإن كانت قرينة الحال تعطيه حكم الأمر الحتم بادر إلى القبول مبادرته إلى الأمر الحتم الذي لا يسعه خلافه و إن كانت قرينة الحال تحيره بقي على الأمر العرفي الذي يشهد له بمكارم الأخلاق و لذلك قال ﴿مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:40] فهو واقف مع حكم اللّٰه و هكذا المؤمن الكامل الايمان ما هو مع الناس و إنما هو مع ما يحكم اللّٰه به عليه على لسان رسوله ﷺ الذي بالإيمان به ﷺ ثبت الايمان له فإن النبي ﷺ يقول في حق من يؤمن بالله و يؤمن بي و بما جئت به و ما بعثه اللّٰه تعالى إلا ليتمم مكارم الأخلاق فأحواله كلها مكارم أخلاق فهو مبين لها بالحال و هو أتم و أعدل و أمضى في الحكم من القول فإن الحق
له نزول إلى عباده *** و ما لنا نحوه عروج
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية